معنى الحب
هل بامكاننا حقاً أن نحدد نقطة أرتكاز تفكيرنا حول سعادة الآخر وأكتماله؟ هل باستطاعتنا أن نسأل بصدق، لا عما يمكن للآخر أن يقدم لنا، بل فقط عما نستطيع نحن أن نقدم للآخر؟ اذا كنا نريد حقيقة أن نحب فتلك هي الأسئلة الــتي يجب أن نطـرحها على ذواتنا.
ولنبق في يقظة، فانه بامكاننا أستعمال الناس لخدمة مآربنا، لاشباع رغباتنا، متوهمين بأن ذأك هوفي الحقيقة حب. ان الشاب الذي يدعي حب فتاة، قد يوهم نفسه بأن الاستجابة لنزواته الخاصة هي التي تكون جوهر ذلك الحب. والفتاة التي تملأ فراغ وحدتها برفقة شاب وأهتمامه، قد تظن أن هذا الشعور المريح هو الحب. وكذلك الأب والأم اللذان يدفعهان بأولادهما الى ما هو في ظنهما، طريق النجاح، قد يحسبان ذلك حباً ........ ولكن السؤال الأساسي يبقى دائماً يدور حول نسيان الذات. أترى ذاك الشاب أو تلك الشابة أو كل من الوالدين بدوره ينسى ما ينفعه هو، كي يبحث فقط عن سعادة المحبوب ونموه الشخصي؟ تلك ليست أسئلة نظرية. فواقع الحال أننا غي غالبيتنا، نجد من الصعب جداً، ونحن نغرق في حاجاتنا الخاصة، أن ندع حبة الحنطة تقع في الأرض وتموت، قبل أن تستحق الحياة و الحب.
هنالك قصة تروى عن القديس يوحنا الانجيلي، ذاك الذي كتب " الله محبة ... واذا قال أحد. "اني أحب الله" وهو لايحب أخاه كان كاذباً". قيل عنه انه في آخر حياته الطويلة كان يمضي ساعات عديدة مع الشبان من تلاميذه. وذات يوم قال أحد تلاميذه متذمراً: " يا يوحنا، أنت دائماً تتكلم عن الحب، عن حب الله، وعن حب بعضنا البعض. لماذا لا تكلمنا عن شيء آخر غير الحب؟ فأجاب ذاك التلميذ الذي انحنى يوماً، وهو شاب، على صدر الاله المتجسد: " لانه لا وجود لشيء آخر سوى الحب ... الحب ... الحب ... ". فالحب هو السبيل الوحيد الى ذواتنا، انه الطريق الوحيد الى حضن الله الذي دعي أسمه " الحب"